تُعتبر الأم في نظر أطفالها مصدر الأمان والدعم الأول. ومع ذلك، قد تصدر عن بعض الأمهات سلوكيات غير مقصودة تُعتبر تنمرًا، مما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية للأطفال. في هذا التقرير، نستعرض أبرز هذه السلوكيات وكيفية تعديلها لضمان بيئة صحية ونفسية للأطفال.
السلوكيات الخاطئة التي قد تمارسها الأم دون قصد:
1. السخرية من مظهر الطفل:
قد تسخر الأم من وزن طفلها أو مظهره الخارجي، مثل قول “يا دب”. هذه التعليقات تؤدي إلى تدني ثقة الطفل بنفسه وتزيد من احتمالية تعرضه للتنمر من أقرانه.
2. نسبة التصرفات السيئة إلى الأب:
عند قيام الطفل بتصرف غير مرغوب فيه، قد تقول الأم: “أنت عنيد مثل والدك”. هذا التشبيه يرسخ في ذهن الطفل صورة سلبية عن نفسه وعن والده، مما يؤثر على علاقته به.
3. التذمر من الأطفال أمام الآخرين:
قد تشتكي الأم من أطفالها أمام الأهل والأصدقاء، مما يشعر الطفل بعدم التقدير والرفض. هذا السلوك يقلل من احترام الطفل لذاته ويؤثر على علاقته بأمه.
4. تهديد الطفل بالرحيل:
قد تهدد الأم طفلها بأنها ستغادر المنزل ولن تعود، مما يزرع في قلب الطفل خوفًا من فقدان أمه ويؤثر على استقراره النفسي.
5. الجدية المفرطة وعدم المزاح:
قد تركز الأم على تصحيح سلوكيات الطفل دون منح وقت للمرح والمزاح، مما يجعل الطفل يشعر بالضغط المستمر ويؤثر على صحته النفسية.
تأثير هذه السلوكيات على الطفل:
تؤدي هذه التصرفات إلى تدني ثقة الطفل بنفسه، وزيادة احتمالية تعرضه لمشاكل نفسية مثل القلق والاكتئاب. كما قد تؤثر على أدائه الدراسي وعلاقاته الاجتماعية. وفقًا لموقع “اليونيسف”، يمكن للتنمر أن يترك آثارًا ضارة وطويلة الأجل في الأطفال، بما في ذلك الاكتئاب والقلق، مما قد يؤدي إلى تعاطي مواد الإدمان وتراجع الأداء في المدرسة.
كيفية تعديل هذه السلوكيات:
1. تعزيز الثقة بالنفس:
بدلاً من السخرية، يجب على الأم دعم طفلها ومساعدته في تجاوز مشكلاته، مثل توفير برنامج رياضي للتخلص من الوزن الزائد.
2. تعزيز صورة الأب:
يجب على الأم تجنب مقارنة الطفل بوالده بشكل سلبي، والتركيز على تعزيز سلوكيات الطفل الإيجابية.
3. التقدير أمام الآخرين:
يجب على الأم التعبير عن فخرها بأطفالها أمام الآخرين، مما يعزز من احترام الطفل لذاته.
4. توفير الأمان العاطفي:
يجب على الأم تجنب التهديدات بالرحيل، والتركيز على توفير بيئة آمنة ومستقرة للطفل.
5. المزاح والمرح:
يجب على الأم تخصيص وقت للمرح والمزاح مع طفلها، مما يعزز من علاقته بها ويخفف من ضغوط الحياة اليومية.
تُعتبر الأم مصدر الأمان والدعم الأول للأطفال. لذلك، من الضروري أن تكون الأمهات واعيات بتأثير سلوكياتهن على صحة أطفالهن النفسية. من خلال تعديل بعض التصرفات، يمكن للأم أن تساهم في بناء شخصية قوية وسليمة لطفلها، مما ينعكس إيجابيًا على مستقبله.
