ألوان

سهر الأطفال والتقزم : حقائق علمية خطيرة وغير متوقعة

تريندي نيوز

في عالم الطفولة البريء، حيث تتشكل الأحلام وتُنسج خيوط المستقبل، يلعب النوم دورًا محوريًا في بناء صحة الأطفال ونموهم. ومع ذلك، يواجه العديد من الأطفال في عصرنا تحديات تتعلق بعادات النوم، خاصة السهر لساعات متأخرة، مما يثير تساؤلات حول تأثير ذلك على نموهم الجسدي والعقلي.

أظهرت دراسات حديثة أن السهر وقلة النوم قد يؤثران سلبًا على نمو الأطفال. ففي تقرير نشره موقع “اليوم السابع”، تم التحذير من أن السهر يؤثر على مناعة الطفل ونموه، حيث أن هرمون النمو يُفرز بشكل أكبر خلال ساعات الليل، وخاصة بين الساعة 11 مساءً والرابعة فجرًا. وبالتالي، فإن عدم حصول الطفل على قسط كافٍ من النوم خلال هذه الفترة قد يؤدي إلى خلل في النمو السليم.

تأثير السهر على الصحة العقلية والسلوكية:

إضافة إلى تأثير السهر على النمو الجسدي، يؤثر أيضًا على الصحة العقلية للأطفال. فقلة النوم ترتبط بزيادة مشكلات السلوك، مثل فرط النشاط وضعف التركيز وزيادة القلق. كما أن النوم غير الكافي قد يُضعف الأداء الأكاديمي للطفل ويُقلل من قدرته على التعامل مع المشكلات اليومية.

 

العلاقة بين النوم والجهاز المناعي:

النوم يعزز قوة الجهاز المناعي لدى الأطفال. عند السهر لفترات طويلة، يقل إنتاج الخلايا المناعية التي تحارب العدوى، مما يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. كما أشارت دراسات إلى أن الأطفال الذين يحصلون على نوم كافٍ يتمتعون بمقاومة أفضل للأمراض مثل نزلات البرد والأنفلونزا.

احتياجات النوم حسب العمر:

تختلف حاجة الأطفال للنوم حسب أعمارهم. وفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب النوم:

الرضّع (4-12 شهرًا): يحتاجون إلى 12-16 ساعة من النوم يوميًا.

الأطفال الصغار (1-2 سنة): يحتاجون إلى 11-14 ساعة.

الأطفال قبل المدرسة (3-5 سنوات): يحتاجون إلى 10-13 ساعة.

الأطفال في سن المدرسة (6-12 سنة): يحتاجون إلى 9-12 ساعة.

العوامل التي تؤدي إلى السهر:

الأجهزة الإلكترونية: التعرض المفرط للشاشات، خاصة قبل النوم، يؤثر على إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم.

الروتين غير المنظم: عدم وجود جدول نوم منتظم يجعل الأطفال يستمرون في السهر.

التوتر والقلق: قد يواجه بعض الأطفال صعوبة في النوم بسبب القلق أو التفكير المستمر.

بدأت دراسة تأثير النوم على النمو في القرن العشرين عندما لاحظ العلماء علاقة بين النوم الصحي والنمو الجسدي. في الخمسينيات، ركزت الأبحاث على دور هرمون النمو الذي يفرز أثناء النوم. تطورت الدراسات لاحقًا لتشمل الجوانب النفسية والسلوكية، مؤكدة أن النوم عامل أساسي في تطور الطفل الشامل.

من الناحية التاريخية، بدأ العلماء في دراسة تأثير النوم على نمو الأطفال منذ عقود. في عام 1992، نُشرت دراسة في مجلة “ساينس” أشارت إلى أن الأطفال ينامون على دفعات وليس بشكل مستمر، وأن هناك علاقة بين فترات النوم المتقطعة ومراحل النمو السريعة.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت دراسة أخرى إلى أن الأطفال الذين لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم كل ليلة قد تكون لديهم أدمغة أقل تطورًا من أقرانهم.

تُجمع الأبحاث على أن النوم العميق والمبكر يُعزز من إفراز هرمون النمو، وهو أساسي لتطور الجسم والعقل. وبالتالي، فإن السهر المتكرر قد يؤدي إلى نقص في هذا الهرمون، مما يؤثر على الطول والبنية الجسدية للطفل.

يُعد النوم الجيد والمبكر جزءًا لا يتجزأ من نمط حياة صحي للأطفال. لذا، يجب على الآباء والأمهات الحرص على تنظيم أوقات نوم أطفالهم، والتأكد من حصولهم على قسط كافٍ من الراحة خلال ساعات الليل، لضمان نمو سليم وتطور متكامل.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى