في ظل أجواء اقتصادية متقلبة وتوترات جيوسياسية متصاعدة، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا يوم الخميس، حيث صعد الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.7% ليصل إلى 2631.52 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 17:01 بتوقيت غرينتش. كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.5% لتسجل 2648.50 دولارًا للأونصة.
أشار دانييل بافيلونيس، كبير محللي السوق في مؤسسة “آر.جي.أو فيوتشرز”، إلى أن جزءًا من هذه المكاسب مرتبط بالتوترات في أوكرانيا، خاصة بعد الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة هناك.
من جانبه، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن على ضرورة زيادة دعم أوكرانيا بالأسلحة، مما يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن في أوقات الاضطرابات الجيوسياسية.
توقعات السوق تشير إلى استمرار ارتفاع أسعار الذهب في العام المقبل. وفقًا لتقرير حديث من بنك جولدمان ساكس، يُتوقع أن تصل أسعار الذهب إلى 3000 دولار للأونصة بحلول نهاية عام 2025، مدعومة بتخفيضات محتملة في أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية والطلب المستمر من قبل هذه البنوك على الذهب.
في هذا السياق، يرى أجاي كيديا، مدير شركة كيديا كوموديتيز في مومباي، أن العام المقبل سيكون متقلبًا للغاية بالنسبة للذهب، مع تحقيق مكاسب في النصف الأول بسبب التوترات الجيوسياسية، يليها جني أرباح في النصف الثاني.
مع استعداد دونالد ترامب للعودة إلى البيت الأبيض في يناير، تترقب الأسواق السياسات الاقتصادية الجديدة، خاصة فيما يتعلق بأسعار الفائدة والتضخم. بعد تنفيذ خفضين كبيرين في سبتمبر ونوفمبر، خفض المركزي الأمريكي أسعار الفائدة في ديسمبر، لكنه ألمح إلى تقليص وتيرة التخفيضات في عام 2025.
بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة بنسبة 0.4% لتصل إلى 29.73 دولارًا للأونصة، بينما تراجع البلاتين بنسبة 0.6% إلى 938.35 دولارًا، وهبط البلاديوم بنسبة 2.9% إلى 925.24 دولارًا.
تاريخيًا، لطالما كان الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات عدم اليقين، ومع التوقعات بارتفاعه إلى مستويات قياسية جديدة، يبقى السؤال: هل سيستمر هذا البريق في جذب المزيد من الاستثمارات في المستقبل القريب؟
