عندما يولد الطفل، يكون أمامه رحلة طويلة لاكتشاف العالم من حوله. لكن ما قد لا يعلمه كثيرون هو أن هذه الرحلة تبدأ منذ لحظات حياته الأولى. الذكاء العاطفي، وهو القدرة على التعرف على المشاعر وفهمها، يشكل جزءاً أساسياً من تطور الطفل. إليكم كيف يمكن تنمية هذه المهارة الحيوية في عامه الأول.
0-3 أشهر: ملامح البداية
حديثو الولادة يمتلكون القدرة على التعرف على وجوه المقربين منهم، ما يشكل خطوة أولى لتطوير ذكائهم العاطفي. يعبر الطفل في هذه المرحلة عن مشاعره الأساسية كالانزعاج والجوع من خلال البكاء، بينما تظهر مشاعر السعادة من خلال الابتسامات المبكرة وحركات اليدين والأرجل. يمكن تعزيز هذا التطور عبر التحدث إلى الطفل بانتظام ودعوته للتفاعل مع الأصوات والوجوه.
4-6 أشهر: التفاعل مع المحيط
مع بداية الشهر الرابع، يبدأ الطفل بالتفاعل مع الألعاب، وتظهر ردود أفعاله العاطفية بشكل أوضح مثل الضحك عند دغدغته أو البكاء عند شعوره بعدم الراحة. في هذه الفترة، يصبح الجهاز العصبي أكثر نضجاً، ما يتيح له التمييز بين المقربين والغرباء. يمكن تعزيز نموه الحركي والعاطفي عبر تشجيعه على تناول الطعام بنفسه وتوفير بيئة آمنة لاكتشاف ما حوله.
7-11 شهراً: مشاعر متعددة
تتوسع مشاعر الطفل في هذه المرحلة لتشمل الفرح والغضب والخجل والخوف. يصبح قادراً على تقليد الأنشطة التي يراها وتطوير تعبيراته الجسدية، مثل التلويح بالذراعين أو الثرثرة للتعبير عن رغباته. لدعم هذا التطور، يمكن تقديم أنشطة تساعده على فهم الروتين اليومي واكتساب شعور بالاستقلالية.
كيفية تنمية الذكاء العاطفي لدى الطفل
تعزيز الشعور بالأمان: من خلال الابتسامات واللمسات الحانية، يشعر الطفل بالراحة والثقة.
تعلم التعبير عن الرغبات: تحدثي أمامه بوضوح لتشجيعه على تقليدك واستخدام لغة الجسد للتواصل.
الاعتياد على الأنشطة المنتظمة: مثل إطفاء الأضواء في وقت محدد يومياً للإشارة إلى وقت النوم.
استكشاف البيئة: راقبي طفلك وهو يكتشف العالم من حوله وشجعيه بالعبارات الإيجابية.
تشجيع التكرار: اسمحي له بتكرار الأفعال، مثل دحرجة الكرة، لتنمية ثقته بنفسه وقدراته الحركية.
ختاماً، تعد السنة الأولى من حياة الطفل مرحلة حاسمة في بناء ذكائه العاطفي، وهي رحلة لا تحتاج سوى إلى القليل من الصبر والكثير من الحب والدعم.
