من مشروع طلبات صغير إلى التصدر في سوق دبي المالي وحصد ملايين الأرباح
تزامن إدراج شركة “طلبات” في سوق دبي المالي في العاشر من ديسمبر 2024 مع مرور عشرين عامًا على تأسيسها في الكويت عام 2004. ومنذ انطلاقتها، حققت الشركة نموًا كبيرًا لتصبح واحدة من أبرز الشركات الرائدة في قطاع توصيل الطعام والتجارة السريعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ووفقًا لما كشفه الرئيس التنفيذي للشركة، توماسو رودريجز، تقدر القيمة السوقية للشركة بعد الإدراج بنحو 10.1 مليار دولار.
وذكر رودريجز في مقابلة مع قناة CNN الاقتصادية أن الشركة تتطلع إلى تحقيق المزيد من النمو في قطاع توصيل الطعام، مشيرًا إلى أنه رغم النجاح الذي حققته الشركة، إلا أن هناك إمكانيات كبيرة للتوسع. وأوضح أن “طلبات” تخدم حاليًا نحو 0.4 طلب شهريًا لكل فرد، بينما المعدل العام للطلب يصل إلى 90 مرة شهريًا، مما يعكس إمكانات النمو غير المستغلة في هذا السوق. كما أشار إلى أن الشركة تخطط لتعزيز وجودها في قطاعات جديدة مثل البقالة التي تمثل حاليًا 25% من إيراداتها، وينمو هذا القطاع بمعدل نمو سنوي مركب يتراوح بين 60 و80%.
وتسعى “طلبات” أيضًا للاستثمار في قطاعات أخرى مثل الصحة والجمال والحيوانات الأليفة، فضلًا عن تطوير منتجات جديدة ضمن نظامها البيئي مثل اشتراكات الولاء والتكنولوجيا المالية والإعلانات الرقمية. وفيما يتعلق بحصتها السوقية، فضل رودريجز عدم الكشف عن تفاصيل دقيقة حول الحصة السوقية لشركته في الدول الثمانية التي تعمل بها، مثل الكويت والإمارات وعمان والبحرين والأردن ومصر وقطر والعراق، مؤكداً في الوقت نفسه أن “طلبات” هي اللاعب الرائد في هذه الأسواق.
كما تعمل الشركة وفق ديناميكية فريدة تربط بين 6 ملايين مستهلك وأكثر من 65 ألف مطعم ومتجر شريك، ولديها أسطول من أكثر من 119 ألف سائق توصيل. وقد أثارت هذه الديناميكية اهتمام المستثمرين، حيث تمكنت “طلبات” من جمع 7.5 مليار درهم خلال طرحها للاكتتاب العام الأولي، مما دفعها لتوسيع قاعدة الاكتتاب من 15% إلى 20%، نظرًا للطلب الكبير من المستثمرين الدوليين والإقليميين والمحليين، خاصة أولئك المهتمين بالتكنولوجيا.
وفيما يتعلق بالأداء المالي، حققت “طلبات” زيادات كبيرة في التدفقات النقدية الحرة المعدّلة التي بلغت 1.3 مليار درهم بين يناير وسبتمبر 2024، مما ساعدها على توسعة استثماراتها في التطوير التكنولوجي لتحسين تجربة العملاء. ووفقًا لرودريجز، فإن القوة المالية للشركة ستساعدها على الوفاء بالتزاماتها تجاه المستثمرين، مع خطة لدفع أرباح لا تقل عن 100 مليون دولار في الربع الرابع من العام الجاري، وتوجيه نحو 400 مليون دولار من الأرباح للمستثمرين في العام المقبل. كما أشار إلى أن الشركة تعتزم توزيع 90% من صافي دخلها ابتداءً من عام 2026 فصاعدًا.
وفيما يتعلق بالسياسة التجارية مع الشركاء، شدد رودريجز على أن رسوم المطاعم التي تتعامل معها “طلبات” تتسم بالعدالة وتتماشى مع المعايير العالمية. وأكد على أن الشركة تركز على توفير بيئة عادلة لشركائها من خلال إطلاق العديد من المنتجات الترويجية التي تتيح لهم تحقيق عائدات كبيرة، حيث قال: “كل دولار يستثمره شركاؤنا في منتجاتنا الأخلاقية يحققون عوائد مضاعفة خمس مرات، وهذه فرص كبيرة لمَن يرغبون في النمو والتطور”.