تشعر العديد من الأمهات الجدد بالقلق حيال بعض الظواهر التي تظهر على مواليدهن خلال الأيام والأسابيع الأولى من الولادة، ويخشين أن تكون هذه العلامات دليلاً على مشكلات صحية أو تشوهات. لكن، وفقاً للمتخصصين في طب الأطفال وحديثي الولادة، فإن العديد من هذه الظواهر تعتبر طبيعية تماماً، وتختفي تلقائياً مع مرور الوقت دون الحاجة إلى أي تدخل طبي.
من بين هذه الظواهر ما يعرف بالنوم النشط، حيث يبدو المولود وكأنه نائم وعيناه نصف مفتوحتين، مع حركة سريعة في عينيه، وهي حالة طبيعية تحدث بسبب عدم نضج الجهاز العصبي، وتعتبر جزءاً من مراحل النوم الطبيعي للمولود، والتي تتطور مع نموه.
كذلك، قد تظهر بعض الحبوب الحمراء الصغيرة على وجه المولود في الأسابيع الأولى، والتي تُعرف بحب الشباب الوليدي. تظهر هذه الحبوب بسبب انتقال هرمونات الأم إلى المولود أثناء الحمل، وسرعان ما تختفي مع نمو الطفل دون أي علاج. كما يمكن أن تظهر بقع صغيرة بيضاء على الأنف تعرف بـ”ميليا”، وهي أيضاً لا تستدعي القلق وتختفي تلقائياً.
من بين الحركات التي قد تلفت انتباه الأم وتسبب لها القلق، حركة “النقوزة” أو الرجفة التي تحدث أثناء نوم الطفل، وحركات “الرجيح” أو ارتجاف الأطراف، والتي تعود جميعها إلى عدم اكتمال نضج الجهاز العصبي للمولود، وتختفي تدريجياً مع نموه.
أيضاً، قد يعاني المولود من الفواق أو “الحازوقة”، وهو أمر طبيعي يحدث بسبب تهيج عضلة الحجاب الحاجز نتيجة ابتلاع الهواء أثناء الرضاعة، ولا يشير إلى أي مشكلة صحية.
ومن الظواهر الأخرى التي قد تظهر على المولود “قبعة المهد”، وهي قشرة دهنية على رأس الطفل تبدو مزعجة لكنها غير ضارة، ويمكن تخفيفها بوضع زيت الزيتون على فروة الرأس قبل غسلها بشامبو الأطفال. كما قد تلاحظ الأم وجود حول مؤقت في عيني المولود، وهو أمر طبيعي في الأشهر الستة الأولى من عمره نتيجة عدم اكتمال تنسيق حركة العينين.
التوصيات
تدعو استشارية طب الأطفال د. حنان فتحي الأمهات إلى التحلي بالهدوء وعدم القلق حيال هذه الظواهر الطبيعية. تنصح بتجنب التدخل غير المبرر، مثل محاولة التخلص من الحبوب أو الحركات غير الطبيعية، والامتناع عن استخدام أي مراهم أو علاجات دون استشارة طبية. إذا استمرت بعض الأعراض مثل الحول بعد ستة أشهر، يمكن استشارة الطبيب لتقييم الحالة. المواليد يحتاجون إلى رعاية حب وهدوء، ومعظم هذه الظواهر تختفي تدريجياً مع نضج أجسامهم.
