ألوان

أزمة نوم المراهقين: كيف تحولت غرف النوم إلى معارك يومية؟

تريندي نيوز

 

في مختلف أنحاء العالم، بات طقس النوم الليلي داخل الأسر ساحة صراع يومي، إذ يجد الأهالي أنفسهم في مواجهة مستمرة لإقناع أبنائهم المراهقين بالابتعاد عن هواتفهم والتوجه إلى الفراش.

ووفق تقرير لصحيفة «إندبندنت» البريطانية، فإن هذه الظاهرة تعكس توجهاً أوسع نطاقاً وأكثر قلقاً، مرتبطاً بحرمان المراهقين من النوم.

تشير الدراسات إلى أن ما يقرب من 80% من المراهقين في الولايات المتحدة لا يحصلون على الحد الأدنى الموصى به من النوم، والبالغ من 8 إلى 10 ساعات يومياً بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وتنعكس قلة النوم بشكل خطير على الصحة النفسية، والتحصيل الأكاديمي، والصحة العامة للمراهقين، حيث يواجهون مشاكل مثل الانفعال الزائد، وفقدان الحماس، والتصرفات الاندفاعية.

 

روتين النوم لا يقتصر على الأطفال الصغار

أكدت الدكتورة دينيس بوب، خبيرة نمو الطفل والمحاضِرة في جامعة ستانفورد، أن روتين النوم ضروري أيضاً للمراهقين. وأشارت إلى أن تغييرات بسيطة في تعامل الأسرة مع نوم أبنائها يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً.

 

الخطوة الأولى: افصلهم عن الشاشات

الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وألعاب الفيديو باتت من أبرز أسباب تأخر نوم المراهقين. توصي بوب بإزالة هذه الأجهزة من غرف النوم، لأن مجرد وجودها يُبقي الدماغ متحفزاً ويُصعّب النوم. كما أشارت إلى ضرورة إطفاء الشاشات قبل النوم بساعة على الأقل لتفادي تأثير الضوء الأزرق على إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن الشعور بالنعاس.

 

أعذار متوقعة وحلول عملية

من الأعذار الشائعة: «هاتفي هو منبهي»، والحل بسيط كما تقترح بوب: شراء منبه تقليدي. يجب تدريب المراهقين على عادات صحية مثل القراءة، أو الاستحمام الدافئ، أو الاسترخاء قبل النوم بنصف ساعة، مع توفير بيئة نوم مثالية: غرفة باردة، مظلمة، وهادئة.

 

علامات خطرة تستدعي الانتباه

تحذر خبيرة النوم كايلا والستروم من علامات تشير إلى الحرمان من النوم، مثل التهيج، والتعب الشديد، والميل للنوم أثناء النهار أو في الصف الدراسي. وتشير اختصاصية علم النفس السريري ويندي تروكسيل إلى أن السلوكيات التي يُعتقد أنها «تمرد» قد تكون ببساطة انعكاساً لحرمان مزمن من النوم.

 

أما إذا كان المراهق يعاني من "صباحات الزومبي"، مثل الضغط المتكرر على زر الغفوة أو الحاجة لكميات كبيرة من الكافيين صباحاً، فقد حان الوقت لإعادة التفكير في جدوله اليومي، كما تقول خبيرة النوم والأعصاب في جامعة بيتسبرغ جوانا فونغ إيسارياونغسي.

 

نوم عطلة نهاية الأسبوع ليس تعويضاً صحياً

يحذر الخبراء من النوم المفرط في عطلات نهاية الأسبوع، مؤكدين أن ذلك قد يربك الساعة البيولوجية للجسم ويصعّب الاستيقاظ في بداية الأسبوع الجديد. لذا، من الأفضل عدم تجاوز بضع ساعات إضافية فقط من النوم.

 

في النهاية، لا يكمن الحل في إجبار المراهقين على النوم، بل في خلق بيئة مشجعة، ووضع روتين واضح، وفهم التغيرات البيولوجية والنفسية التي يمرون بها، بما يضمن لهم نوماً صحياً، وحياة أكثر توازناً.

 

زر الذهاب إلى الأعلى