ألوان

كارثة رقمية تهدد صغار السن.. كيف تدمر الأجهزة الذكية صحتهم ومستقبلهم؟

إدمان الشاشات.. مخاطر خفية تؤثر على نمو الصغار وسلوكهم

حذر الدكتور تركي العيار، أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود، من التأثيرات السلبية التي تتركها الأجهزة الذكية على الأطفال، مشيراً إلى أن الاستخدام المفرط لها قد يؤدي إلى مشاكل صحية واجتماعية وتعليمية ودينية واقتصادية.

وأوضح العيار أن الأجهزة الذكية أصبحت جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية، لكنها في الوقت ذاته تحمل مخاطر كبيرة، خاصة على الأطفال الصغار الذين يقضون وقتًا طويلاً أمام الشاشات.

 

أضرار صحية خطيرة
وأشار العيار إلى أن الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية يؤثر على صحة الأطفال، ويؤدي إلى عدة مشاكل، منها، مشاكل النظر. فقد أظهرت دراسات أن التعرض المستمر للشاشات يؤدي إلى إجهاد العين، جفاف العين، ومتلازمة العين الرقمية، حيث يعاني أكثر من 80% من الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة الذكية لساعات طويلة من هذه الأعراض.

ووفقاً لدراسة نشرتها مجلة الطب الباطني الأمريكية، فإن الأطفال الذين يمضون وقت طويل أمام الشاشات يمارسون نشاطًا بدنيًّا أقل، ما يؤدي إلى زيادة الوزن، وانخفاض صحة القلب والعضلات. ومن المشاكل اضطرابات النوم، حيث توصلت دراسة من جامعة هارفارد إلى أن الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يقلل إفراز هرمون الميلاتونين، المسؤول عن تنظيم النوم، ما يؤدي إلى الأرق وصعوبة النوم.

انعزال اجتماعي 
وأكد العيار أن الاستخدام المكثف للأجهزة الذكية قد يؤدي إلى الانعزال الاجتماعي لدى الأطفال، حيث يفضلون الألعاب الإلكترونية على التفاعل مع الأصدقاء والعائلة، مما يؤدي إلى ضعف مهارات التواصل الاجتماعي.

كما أشار إلى دراسة أجراها مركز كامبريدج للدراسات الاجتماعية، أكدت أن الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة الذكية لفترات طويلة يعانون من القلق والاكتئاب، نتيجة العزلة الرقمية، وضعف التفاعل مع العالم الحقيقي.

 

تأثيرات تربوية وتعليمية
وأوضح العيار أن الأجهزة الذكية تؤثر على التحصيل الدراسي، إذ أظهرت دراسة في مجلة علم النفس التربوي أن الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلاً مع الأجهزة الذكية يجدون صعوبة في التركيز، ما ينعكس سلبًا على أدائهم الأكاديمي.

كما أضاف أن الاستخدام المفرط قد يؤدي إلى تراجع في المهارات العقلية الأساسية، مثل التفكير النقدي وحل المشكلات، بسبب الاعتماد على الألعاب الإلكترونية التي تقدم مكافآت فورية، مما يضعف قدرة الطفل على الصبر والتحليل العميق.

وحذّر العيار من أن الإنترنت مليء بالمحتوى غير المناسب للأطفال، مثل الفيديوهات العنيفة أو غير الأخلاقية، مشددًا على ضرورة مراقبة المحتوى الذي يتعرض له الأطفال أثناء استخدامهم للأجهزة الذكية.

 

أضرار دينية وأخلاقية
وسلّط العيار الضوء على التأثيرات الدينية لاستخدام الأجهزة الذكية، حيث يمكن أن تؤدي إلى ضعف القيم الدينية لدى الأطفال بسبب انشغالهم المفرط بالتكنولوجيا على حساب العبادات.

وأشار إلى دراسة أجرتها جامعة الأزهر، بيّنت أن الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية يقلل من اهتمام الأطفال بالصلاة والعبادات، إذ يشعر بعضهم بأنهم مشغولون جدًا بمشاهدة الفيديوهات أو اللعب، ما يؤثر على التزامهم الديني.

 

أضرار اقتصادية على الأسرة
وتطرق العيار أيضاً إلى التأثيرات الاقتصادية للأجهزة الذكية، موضحًا أن شراء الأجهزة الحديثة وصيانتها يشكل عبئًا ماليًّا على الأسر، حيث أظهرت دراسة من مركز أبحاث المستهلك أن الأسر التي توفر لأطفالها الأجهزة الذكية تواجه ضغطًا ماليًّا بسبب التحديثات المستمرة للأجهزة والبرامج.

وأضاف أن الاستخدام المفرط يعزز الثقافة الاستهلاكية لدى الأطفال، حيث يعتادون على الترفيه الفوري والشراء المستمر، ما قد يؤثر على سلوكياتهم الاقتصادية المستقبلية.

 

حلول وتوصيات
وقدم العيار عدة إرشادات لتقليل أضرار الأجهزة الذكية على الأطفال، منها، تحديد أوقات الاستخدام وذلك بوضع قيود زمنية على استخدام الأجهزة الذكية لمساعدة الأطفال على التفاعل مع العالم الواقعي. تشجيع الأنشطة البديلة: مثل الرياضة، القراءة، والتفاعل الاجتماعي، لتنمية مهاراتهم الجسدية والعقلية. مراقبة المحتوى وذلك بالتأكد من أن التطبيقات والبرامج التي يستخدمها الأطفال مناسبة لأعمارهم.

ونصح العيار بتخصيص وقت للعبادات وتعزيز القيم الدينية، لضمان توازن استخدام التكنولوجيا مع الجوانب الروحية.

 

واختتم العيار تصريحه بالتأكيد على أن الأجهزة الذكية يمكن أن تكون أدوات مفيدة إذا تم استخدامها باعتدال، لكن الإفراط في استخدامها قد يؤثر سلبيًّا على صحة الطفل وتعليمه وعلاقاته الاجتماعية، مشددًا على دور الآباء والأمهات في توجيه أطفالهم وتنظيم استخدامهم لهذه الأجهزة.

 

وتأتي هذه التحذيرات في ظل انتشار واسع النطاق للأجهزة الذكية من هواتف محمولة وأجهزة التاب في متناول الأفراد على مستوى العالم وسرعة انتشارها بينهم الى جانب ما تحمله من برامج تسلية عبر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج الألعاب المتنوعة.

 

 

 

المصدر: تريندي نيوز
زر الذهاب إلى الأعلى