بين ضغوط الاقتصاد وتقلبات السياسة: هل يغير الذهب مساره في المستقبل القريب؟ تعرف على أسعاره اليوم….
تراجع أسعار الذهب بفعل بيانات قوية لسوق العمل الأمريكية
تراجعت أسعار الذهب العالمية في ختام تعاملات الأسبوع بنسبة 0.6%، متأثرة ببيانات أمريكية أظهرت أداءً قويًا لسوق العمل. وأغلقت الأوقية عند 2633 دولارًا، بخسارة أسبوعية قدرها 17 دولارًا، وفقًا للمهندس سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة” لتداول الذهب والمجوهرات.
بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية لشهر نوفمبر كانت العامل الرئيسي وراء التراجع. حيث أضاف الاقتصاد الأمريكي 227 ألف وظيفة جديدة، متجاوزًا التوقعات التي بلغت 214 ألف وظيفة فقط. ورغم هذه الزيادة القوية، ارتفع معدل البطالة بشكل طفيف من 4.1% إلى 4.2%.
قوة بيانات التوظيف قللت من الضغوط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) لتسريع خفض أسعار الفائدة. وزادت التوقعات باتجاه الفيدرالي لتخفيض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل يوم 18 ديسمبر، لتستقر في نطاق 4.25%-4.50%.
ظلت أسعار الذهب محصورة في نطاق ضيق بين 2630 دولارًا و2690 دولارًا على مدار الأسبوع، بعد تراجع حاد بلغ 91 دولارًا في نهاية نوفمبر.
رغم التراجع، هناك عوامل جيوسياسية تدعم أسعار الذهب. التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط وأوروبا، خاصة بين روسيا وأوكرانيا، تُبقي الطلب على المعدن الأصفر مرتفعًا كملاذ آمن.
في المقابل، أعلن مجلس الذهب العالمي عن انخفاض كبير في استهلاك الصين للذهب، إلى جانب تدفقات خارجية متزايدة من صناديق الذهب المتداولة في البورصة خلال نوفمبر، مما أنهى سلسلة تدفقات واردة استمرت ستة أشهر.
في ظل التوترات الجيوسياسية المستمرة وقرارات الاحتياطي الفيدرالي المرتقبة، قد تشهد أسعار الذهب تذبذبًا خلال الفترة المقبلة. التوقعات تشير إلى أن أي تراجع إضافي في أسعار الفائدة قد يدعم أسعار الذهب بشكل أكبر، لكن استمرار تدفقات البيع والضغوط الاقتصادية قد يُبقي الأسعار في نطاق محدود حتى نهاية العام.