الجنون يضرب الإنترنت.. كيف حوّل الذكاء الاصطناعي العالم إلى استوديو فني مفتوح؟

أطلقت شركة "أوبن أيه آي" المالكة لمنصة الذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي" مؤخراً أداة جديدة لإنشاء الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما أثار موجة من الاهتمام العالمي غير المسبوق. جاء الإطلاق مصحوباً بتخفيف القيود على استخدام التقنية، مما سمح للمستخدمين بتوظيفها في إنشاء صور تحاكي الأساليب الفنية الشهيرة، مثل أسلوب "استوديو غيبلي" الياباني، الذي اشتهر بأفلام الأنيميشن الخيالية .

الظاهرة تتحول إلى إعصار رقمي

بدأ المستخدمون بمشاركة صور شخصية بأسلوب "غيبلي"، لكن الأمر سرعان ما تجاوز الحدود الشخصية ليشمل أحداثاً تاريخية وسياسية ورياضية. حتى الحساب الرسمي للبيت الأبيض انضم إلى الموجة، حيث نشر صورة لامرأة تبكي أثناء اعتقالها من قبل ضابط هجرة، موضحاً أنها لسيدة حقيقية متهمة بتجارة المخدرات . كما نشر الدوري الإيطالي صورة للنجم البرازيلي كاكا بأسلوب الأنيمي، مما أضاف بعداً جديداً للظاهرة .

الضغط يتجاوز الحدود.. حتى "أوبن أيه آي" تستغيث

بلغ الهوس بالتقنية ذروته عندما اضطر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ"أوبن أيه آي"، إلى نشر نداء عاجل على منصة "إكس" يطلب فيه من المستخدمين التوقف عن إنشاء الصور، قائلاً: "هذا جنوني.. فريقنا بحاجة إلى النوم"، في إشارة إلى الضغط الهائل على الخوادم . كما أفادت تقارير بأن المنصة عجزت مؤقتاً عن تلبية بعض الطلبات، مما أثار تساؤلات حول قدرة البنية التحتية على مواكبة هذا الانتشار السريع .

جدل حقوق الفنانين.. هل نحتاج إلى قوانين جديدة؟

أثارت الظاهرة نقاشاً حاداً حول حقوق الملكية الفنية، حيث تساءل الكثيرون عن مدى عدالة استخدام الذكاء الاصطناعي لمحاكاة أساليب فنانين تدربوا لسنوات. وفقاً لـ"واشنطن بوست"، فإن هذه الموجة كشفت عن الحاجة الملحة لتطوير قوانين حقوق النشر لتواكب التغيرات التكنولوجية السريعة . كما أثيرت مخاوف من إمكانية استخدام هذه الأدوات لنشر المعلومات المضللة أو المحتوى المتحيز .

مستقبل الفن.. بين الإبداع البشري والذكاء الاصطناعي

تتيح التقنية الجديدة لأي شخص إنشاء صور معقدة أو حتى أغاني وكتابات تحاكي أعمالاً فنية احترافية، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل الصناعات الإبداعية. بينما يرى البعض أن هذه الأدوات تمثل ثورة في عالم الإبداع، يحذر آخرون من تداعياتها على حقوق الفنانين ومستقبل المهن الإبداعية .